“ترررررررررن .. ترررررررررن.. ترررررررررن”
بعد خمس حصص متعبة، أخيراً دَقَّ جَرَس الفُسحة.. خمس حصص، لكنها بمثابة يوم كامل، كأنني كنت أدفع عقارب الساعة بنفسي كي تتحرك دفعاً.. والآن فُسحة، ربع ساعة، خمس عشرة دقيقة من الحرية، تسعمائة ثانية، إنها تَكفي لعمل الكثير، الآن ماذا عَلَيَّ أن أفعل ؟؟
أتناول طعامي ؟؟ أم ألعب مع أصدقائي ؟؟ أذهب إلى مدرِّس اللغة العربية الإخواني كي أناقشه في مسألة تعديل الدستور؟؟ أم أذهب إلى مدرِّسة الرياضيات لأعرض عليها المسألة التي قابلتني البارحة في الكتاب الخارجي ؟؟
لكنني متأكد أن هناك شئ ما كنت أنوي فعله، وكُنت بحاجة ماسَّة إليه .. والآن نسيته تماماً.
يا إلهي .. إنه هام جداً، لا أتذكر.. لا أتذكر.. ماذا أفعل؟؟
ربما أحتاج لشرب المياه؟؟ لكنني لست عطشان، ربما..
أخرجت زجاجة المياه من حقيبتي، وضعت الزجاجة على فمي، وبدأت في الشرب..
حقاً، إنني بحاجة لشئ آخر غير المياه، ما هو ؟؟ ما هو ؟؟ ماهو ؟؟
لقد نسيت أن أهنئ الأستاذ محمد بمولوده الأول.
قمت من على الكرسي، خرجت من الفصل، وبالصدفة وجدت الأستاذ محمد أمامي..
- أستاذ محمد .. أستاذ محمد.
- أهلا.
- ألف مبروك على مولودك الأول.
- شكرا على شعورك.
- العفو.
لا.. إنني متأكد من أن هذا ليس الشئ الذي أحتاج إليه.. رجعت إلى الفصل..
أفكِّر.. أفكِّر.. أفكِّر..
دخل زملائي الفصل.. بعد خمس عشرة دقيقة من اللعب، تسعمائة ثانية من الحرية، قائلين:
- مانزلتش الفسحة ليه ؟؟
ابتسمت لهم، دخل مدرِّس الدراسات الإجتماعية لتحية التلاميذ، وبدأ حصة ما بعد الاستراحة..
والآن تذكرت..
كنت بحاجة لـ" دخول الحمام !!"
علي هشام 16 مارس 2011
علي هشام 16 مارس 2011