الخميس، 18 يوليو 2013

من مصر إلى فلسطين.. يا قلب لا تحزن

(1)
بعد أن تردد آذان الصلاة في أُذن وليدك اليمنى بعد خروجه للدنيا، والإقامة في اليسري. أو ترسم صليباً في الهواء أمام وجهه "إذا كنت مسيحياً". أو بعد أن تزغرد في وجهه "إذا كُنت ملحداً". عليك أن تتذكر عدة عبارات هامة جداً وترددها  له في آذنيه الصغيرتين:
فلسطين عربية..
إسرائيل هي العدو..
فلسطين ليست "حماس"..
"حماس" ليست كُل فلسطين..
وفي السبوع، لا مانع من ترديد بعض الشعارات الثورية التي تؤكد على المبادئ الثابتة التي لا يمكن أن تتبدل، بدلاً من (اسمع كلام امك.. متسمعش كلام ابوك)، حيث أن الأطفال "والكبار" يأخذونها من قصيرها ولا يسمعون كلام كليهما. وللتأكيد على ما رددته في آذانه يوم ولادته، نستبدل أُغنية "حلقاتك برجالاتك" بترديد: "فلسطين مش هي حماس..حماس مش كل فلسطين" على أصوات الطرق على الهون بيده.

(2)
منذ شهور، أيام حُكم الإخوان، ركبت مع سائق تاكسي، قال لي: "يا باشا عارف الكهرباء بتقطع علينا ليه ؟.. الإخوان بياخدوا كهربتنا يودوها لغزة.. آه والله".
وعندما سألت صديقة لي "فلسطينية" تعيش في غزة عن معدل انقطاع التيار الكهربي عن القطاع، كان ردها:
" قصدك وقتيش بتيجي الكهرباء ؟"
تُرى هل يعلم ذلك السائق -المضحوك عليه- أن مُرسي كتب لشيمون بيريز جواباً غرامياً ووقع في آخره بـ"صديقك الوفي: محمد مرسي" ؟؟
بافتراض أن مصر تمد غزة بالكهرباء، بل وتعطيها ما يكفيها من الطاقة "وهو غير حقيقي"، هل ذلك يؤثر على التيار الكهربي في مصر ؟ بالطبع لا، فمساحة غزة:  360 كم². تعداد سكانها حوالي 1.79 مليون نسمة. دعونا نقارنها بمحافظة المنوفية –مثلاً- وهي ليست من المحافظات شاسعة الكبر نسبة لمحافظات أُخرى. مساحة محافظة المنوفية : 2543.03 كم². بلغ عدد سكانها حسب الإحصاء الرسمي: 3,270,404  نسمة عام 2006. "لو كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل".
بعد البحث والسؤال علمت أن انقطاع الكهرباء في قطاع غزة يكون بـ"جدول" معلوم للكافة، وأن الكهرباء تنقطع "رسمياً" ثمانية ساعات يومياً.
وأردفت صديقتي الفلسطينية : "نفس الجدول، 8 ساعات، من صف أولى اعدادي وهي بتقطع بالساعات الطوال، يعني هيك إلها 11 سنة ع نفس الحال."
لم يغير مُرسي من أوضاع الشعب الفلسطيني قيد أُنملة، ربما قدم مساعدات لحماس بتسهيل وصول الوفود من وإلى غزة -مثلاً-، لكنه لم يقدم مساعدة واحدة للشعب الفلسطيني، وإذا حدثوك عن موقف السُلطة المصرية من إطلاق النار على قطاع غزة في نوفمبر 2012، قُل لهم: المخلوع مُبارك أيضاً في 2009 طالب بوقف إطلاق النار على غزة.
حتماً أنني إذا قابلت ذلك السائق مرة أُخرى، سوف أقول له –مرة أُخرى- أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعاني أضعاف ما نعانيه نحن، وأن الإخوان يتاجرون بآلامهم. سوف أقول له أيضاً أن الفلسطينيين في غزة يحصلون على البنزين بطلوع الروح كما نحصل عليه نحن في مصر بصعوبة أيضاً، بينما الكهرباء لا تنقطع عن بيوت أغلب قياديي حماس لإنهم يستخدموت المولدات الكهربية التي تعمل بالـ"بنزين".. المتوفر لهم بسهولة. "العهدة على رواية أصدقائئ الذين يقطنون بالقطاع".

(3)
ولأن المبادئ قد استبدلت.. ربما يعتقد البعض أنني حصرت حسنة للمخلوع مرسي في مقالي هذا "بقولي أنه لم يساعد الشعب الفلسطيني إطلاقاً، كما ادَّعى". ولكن.. هل المتاجرة بآلام إخواننا حسنة ؟
طيلة السنة الفائتة رُوِّج عن إخواننا الفلسطينيين أنهم يريدون احتلال سيناء، وأنهم يحرموننا –كمصريين- من جزء معتبر من كهربائنا ويستفيدون منه هم (كأن الكهرباء معبأ في أكياس كالعرقسوس، وبياخدوا منه حبة).
ثمة جرائم لفقت لإخواننا بدون أي وجه حق. كل ذلك بسبب علاقة مريبة بين الإخوان  "السلطة المصرية الحاكمة –آنذاك-" وحماس.
أعتقد أننا في مصر، كما نتحدث عن مصالحة وطنية وحساب للمجرمين، يجب أن نلتفت لوجوب وضع علاقة شعبنا مع أشقائنا العرب على المسار الصحيح بعد أن أنحرفت عنه كثيراً منذ سنوات طويلة وعقود.

علي هشام

19 يوليو 2013

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

يوسف الحسيني.. فلتسقط معهم

يوسف الحسيني –نصاً- في 10 يوليو 2013 ببرنامجه "السادة المحترمون" على قناة أون تي في:
(بصوا يا جماعة.. إخواننا السوريين اللى جايين هنا عشان يرجعوا مرسى تانى أو عشان ينصروا الإخوان.. طيب انتوا شايفين نفسكوا ان انتو من الأشاوس يعنى إذا كان فى بعض من الجالية السورية فى مصر إنها جاية هنا عشان تنصر الإخوان وتنصر محمد مرسى أُمَّال خدت ديلك فى سنانك وهربت من سوريا ليه؟ يعنى لو انت دكر ترجع بلدك وتحل مشكلتك هناك ملكش دعوة بهنا خالص. هتحاول تحت أي ظرف من الظروف إنك انت تحاول أن تحتال أو تشارك فى حاجة تتعلق بالداخل المصرى متزعلوش مننا هتاكل كل قفا وقفا لحد ما قفاك يورم، فعلا مش هزار. دكر: تاخد بعضك وترجع على سوريا لكن جاى لا مؤاخذة زى النتاية هربان وديلك فى سنانك وجاى هنا تعمل لى راجل لأ. اظبط. مش هنا خالص. يبقى انت متعرفش المصريين.. الكلام يبدو صعب ووحش ومش هيعجب ناس كتير وهيقول لك ازاي يوسف بيتكلم كده، تؤ تؤ تؤ متفرقش مش عاجبك اقفل شوف لك محطة تانية تتفرج عليها، هتتدخل فى مصر هتاكل تلاتين جزمة وفى وسط الشارع ومش بالقانون ولا حاجة. المصريين هيعملوا معاك أحلى واجب. هيلبسوك الطرحة بتاعة مرشدك اللى انت جاى تدافع عنه).
وفي اليوم التالي بدأ الحسيني حلقته بمقدمة اسماها "اعتذاراً"، ولكني لم أر أي تغييراً في خطابه، لم أر أي اختلاف عن حلقته السابقة، غير فقط أنه ارتدى بدلة وقميص مختلفين، حتى أنه لم يغير ساعة يده !
وصف يوسف الحسيني معارضي خطابه الشوفيني من النشطاء السياسيين بـ"النشطاء الكيوت".. كُنت أُوَد فقط أن أستفهم، هل الناشط والمحامي "مالك عدلي" –مثلاً لا حصراً- من هؤلاء النشطاء الكيوت ؟ المتواجد دائماً في أقسام الشرطة وراء المحتجزين ظلماً وفي المشارح وراء المقتولين غدراً، بينما تكون سيادتك في الستوديو تحت المكيفات القوية لتهل علينا بخطاباتك التحريضية الفاشية، التي لا تفرق شيئاً عن خطابات تُجار الدين في قنواتهم التي نهاجمها ليلاً ونهارنا "ولنا كل الحق". (كامل الاحترام للأساتذة أصحاب الرسالة المحترمة الذين يطلون علينا من نفس الستوديو ونفس القناة.. على راسنا من فوق).
كما وصف الحسيني معارضيه من المثقفين بـ"أنصاف المثقفين". وجب الذكر أن الأُستاذ والمُعَلِّم والكاتب والمثقف والشاعر الكبير، الغني عن التعريف: (مُريد البرغوثي) –مثلاً لا حصراً-  في مقدمة معارضي يوسف الحسيني وخطابه القميء. حدثني أكثر عن أنصاف المثقفين !!
بافتراض أن جميع السوريين في مصر مؤيدون لمُرسي "وهو ما لا يدخل العقل"، وبافتراض أن الجالية السورية في مصر تتدخل في ما لا يعنيها.. لماذا هللنا عندما رفع السياح في الأقصر لافتة "We Got The Message – وصلتنا الرسالة" عند تعيين محافظاً إرهابياً ؟؟
قال يوسف الحسيني نصاً: "يوسف الحسيني افتكر إنه أكتر مذيع في مصر، مش في محطة أون تي في، في مصر، يعني أنا بقى ممكن اخدك بسقف المزايدة لفووووق، استضاف أقطاب وشخوص ووجوه من المعارضة السورية، أكتر مذيع في مصر بدون أي استثناء، وازايد على كل المزايدين، هو أنـــــا"..
هُنا عَنَّ في ذهني سؤالان: الأول: لماذا يتدخل يوسف الحسيني في الشأن السوري إذن ؟؟؟
الثاني: على من تُزايد ؟؟ على أُستاذنا يُسري فودة ؟ على أُستاذتنا ريم ماجد ؟؟ على أُستاذتنا ليليان داود ؟ (جميعهم يعملون في نفس القناة).
وبمناسبة الأُستاذة ليليان داود، وهي صديقة عزيزة جداً على قلبي، هل رآها يوسف الحسيني يوم أن عُزِل مُرسي من رئاسة البلاد وهي تزغرد وتغني "بلادي بلادي" بحرارة ممسكة بعلم مصر وتبكي من فرط التأثر والحُب (على نفس القناة التي يطل علينا منها) ؟  ما رأيه إذاً في تدخلها في الشأن المصري ؟ صراحةً.. اعتبرك يا ليليان مصرية أكثر من مصريين كُثُر "في بطاقة الرقم القومي فقط".
سمعت أن يوسف الحسيني يساري، تحديداً: ناصري. تُرى لو كان جمال عبد الناصر على قيد الحياة وسمعه يقول ما قال، ويفتت أواصر كيان أُمتنا العربية بهذا الشكل، ماذا سيكون رد فعله ؟؟ "آه لو عبد الناصر عايش .........".
عزيزي يوسف الحسيني.. ردد معي هذه الكلمات: "لاجئ – عربي – أخ – قضية – قومية - إنسان – حقوق - وطن"..
أين حُمرة الخجل يا رجل ؟!
أخيراً... طالبت معنا بإسقاط المحرضين والفاشيين والعنصريين والمزايدين والمدَّعين. ها هُم قد سقطوا -أو نحسب الوضع كذلك-. ولأنك مثلهم..
فـلـتــســقــط مــعــهــم.

توضيح: مقالي عن شخص مذيع يعمل بالقناة.. ليس عن قناة أون تي في التي شرفت باستضافتها الكريمة لي أكثر من مرة.
علي هشام

16 يوليو 2013

الجمعة، 12 يوليو 2013

توضيح واعتذار

في "محطة الشهداء" بمجموعتي القصصية "نقل عام" بعض القصص خيالية تماماً، والآخر مستوحى من مواقف حقيقية لشهداء، منها مثلاً الأخيرة في هذا القسم "صورة – عن الشهيد جيكا". بالطبع لست مُكلفاً بأن أنقل ما حدث بالتفصيل حيث أنني قاص ولست مؤرخاً. من ضمن تلك الأقصوصات المستوحاه من مواقف حقيقية "أو كنت أظنها كذلك" لشهداء.. قصة "ابن العبيطة". حكايتي مع القصة أن اتصلت بي صديقة قد علمت بأنني بصدد نشر مجموعة قصصية تتميز بصبغة ثورية، وبها قسم عن الشهداء، اتصلت بي بعد أن سمعت في أحد البرامج التليفيزيونية شباب يروون حكاية استشهاد شخص ما، سألتها عن اسم المحطة التليفيزيونية التي أذاعت البرنامج.. لم تتذكرها. سألتها عن اسم البرنامج.. لم تتذكره. حاولت بكُل الطرق أن أصل إلى أصل القصة، فشلت. لم أجد مشكلة عويصة في المسألة، فكما ذكرت سلفاً.. لست مؤرخاً حتى أُطالَب بنقل ما حدث بالتفصيل.. لكني قاص.
اتصل بي منذ أيام أخ فاضل يدعى/ مصطفى سليمان. يخبرني بأن تلك القصة ليست حقيقية، ولكنها مكتوبة من قبله ولم ينشر لها نصاً مكتوباً، لكنها أُذيعت في أحد البرامج التليفيزيونية. للأسف الطبعة الثالثة من كتابي قد طبعت بالفعل. أعتذر له عن الخطأ الغير مقصود وأعده بإزالة القصة من المجموعة في الطبعة الرابعة إن شاء الله. سوف استبدل تلك القصة بقصة أُخرى "خيالية" بنفس العنوان والرسمة المصاحبة لها.
تحياتي,

علي هشام
12 يونيو 2013

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

يسقط..

تَوَضأ سيادته بالدم المصري، وصَلَّى الفَجر. اللهم لا تتقبل.
علي هشام
فجر الأربعاء, الثالث من يوليو 2013