الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

أصل الإنسان – من وحي الواقع المهبب


سواء اتفقنا أو اختلفنا مع ذلك، علينا جميعاً أن نعترف بأن الدولة الآن في أشرس حالاتها. أعتقد أننا لم نشهدها كذلك منذ عقود.
المتفق مع هذا يبرهن موقفه بأن الدولة تُجابه الآن حفنة من الإرهابيين ولا يجوز التعامل معهم إلا بقبضة من حديد، أما عن من يموتون برصاصة طائشة عن طريق الخطأ.. فيا سيدي "لو كويس هيدخل الجنة، لو وحش هيدخل النار، واهو استريح من الدنيا وقرفها".
أما قيادات الإخوان، الذين لم يتبق منهم سوى "حسن البنا – له من الله ما يستحقه" لم يعتقل. فيقولون أن الدولة ديكتاتورية ومُجرمة ومتوحشة ! مع إننا، وهم أيضاً، نعلم جيداً أنهم ليس لديهم أدنى مُشكلة في ممارسة الديكتاتورية والإجرام والتوحش، كما تمارسه السُلطة الحالية، إذا كان ذلك يخدم مصالحهم.
نتيجة لجميع ما سبق.. نتأكد أن الإنسان أصله كائن "مبرراتي ملَزَّق" يشبه في تكوينه البدني: ممدوح فرج، وفي تكوينه الذهني: علاء صادق. يتغدى على الفول السوداني ويقضي حاجته أمام كاميرات الإعلام حيثما وجدت، يقتل فراغه بممارسة "التسلق".
---
-          إخواني: إذا عاد مرسي سوف نضع الـ"تيييت" في "تييييت" فلان.. ونُجلس فُلان على الـ"تييييت".. أما عِلان هذا، فسوف نضع الـ"تيييت" في صرصور أذنه.. وترتان سنكتفي بإجلاسه نصف ساعة مع "وجدي غُنيم" في غرفة مغلقة بالضبة والمُفتاح.

يتوعد الإخواني كل هؤلاء بعد أن تنتهي المعركة بانتصاره –كما يتوقع-، بينما يُمارَس ضده الآن ما يتوعد هو به هؤلاء، وهو مش واخد باله.
مما يدل على أن الإنسان أصله كائن سادي متوحش يُشبه "خالد عبد الله" وفي نفس درجة ذكائه.
---
يصفق أحدهم في مرح لقوات الأمن على غرار قتلهم لـ 36 مُتهماً أعزلاً في عربة الترحيلات.يُهلل آخر ويكبر لبعض الناس المجهولين على اغتيالهم لـ24 مُجنداً ليس لهم ذنباً في أي شيء من الأحداث الجارية.
مما يؤكد.. أن الدم أصبح في كل موضع في بلادنا، عَدا العُروق.
الناس باتوا بُلا إنسانية، وأصبحنا نعيش في "مزبلة" كبيرة..
أخشى أن يكون أصلنا  كائناً عجيب الأطوار، يجري في عروقه سائل أحمر، يبدو أنه "صلصة".
علي هشام
20 أغسطس 2013


الاثنين، 19 أغسطس 2013

الناس اللي متاخدين في الرجلين

(1)
سألني صديقي القابع في رابعة العدوية، حينما كان بها اعتصاماً لم يفض ولم يقَم على أثره بحور من الدم، مدللاً على صحة رأيه:
هل من الممكن أن يلتقي فريقان كلاهما على باطل ؟؟
فقلت له نعم، في حالتين، عندما يكون الصراع بين عاهرة وقواد. والحالة الأُخرى، وهي لسبب شخصي أصله أنني "أهلاوي"، حينما يلاعب الزمالك الإسماعيلي!
قال لي: المثال ليس دقيقاًً، ولكن، ماذا إذا بخس القواد حق العاهرة ؟ هُنا هي مظلومة. بعيداً عن حُكم الشرع ومعتقداتي الشخصية.
تذكرت حينها الإعلان الشهير "انت اللي قُلت النيل مش انا". وقُلت له: هذه خلافات عائلية بينهما، ولا يشرفني أن أقف في صف أي منهما "العاهرة والقواد".
فأجاب: وهل يشرفني أنا أن أقف في صف أي منهما؟
تذكرت حينها الإعلان الذي ذكرته سابقاً مرة أُخرى، وأجبته مؤكداً أن الإجابة لديه هو وليست عندي.
(2)
اتُّهِم الثوار سابقاً ولازالوا، بأنهم "قلة مندسة"، واستحال هذا الاتهام العجيب سُبة. وأنا صراحة لا أجد فيها ما يعيب. فهل العيب في كون المشار إليهم قلة ؟ أحيلكم لسيدنا علي بن أبي طالب حين قال "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه". أما إذا كانت المشكلة في الاندساس، بعيداً عن الكلام عن تمويل أجنبي واندساس خارجي وهذا الطبل الأجوف، هل يشرف أحد أن ينتمي إلى هذا العَفَن ؟؟  
فالمجد كُل المجد، لتلك القِلة الحميدة المندسة في هذا الورم السرطاني الهائل.
المجد لهؤلاء القِلة الذين يرفضون المساس بالعُزَّل من مؤيدي مُرسي، وكذلك يرفضون المساس بجُندي الجيش أو الشرطة الفقير المزجوج به في هذا الصراع رُغماً عنه، فقط لأن ميعاد تجنيده قد حان. المجد للمؤمنين بأن الحل السياسي  هو الحل، وأن الحل الأمني لن يصل بنا إلى بر الأمان، بل سيسقطنا جميعاً إلى الهاوية.. إذا لم نكن قد سقطنا فيها بالفعل.  المجد لمن لم يفرق صكوك غفران على من قتل سابقاً، أو خان. المجد لمن يقف ضد القبض العشوائي الذي تمارسه السُلطة اليوم، قبل أن يتذكر موقفه المُخزي غداً وهو في عربة الترحيلات بالصدفة. وكذلك القتل. المجد لمن ينتصر لحُرمة الدم.. المُجد لمن يقف خاشعاً أمام رائحته. المجد لمن لم ينس شهداء المعارك السابقة، ولن ينسي شهداء اليوم.
المجد لغرباء هذه الأيام، فطوبى لهم.
اللهم ثَبِّتنا على الإنسانية.
علي هشام
19 أغسطس 2013