" لم تَكُن المرة الأولى
التي يدور فيها مثل هذا الحوار بيني وبينه
"
الثلاثاء, 27 نوفمبر 2012:
- قيام .. السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
- وعليكم السلام .. إيه
اللي جابك يا مستر النهاردة مش قولت عندكوا مظاهرة ؟؟
- لا جاتلي تعليمات مانزلش
النهاردة تجنبا للاحتكاك معاهم.
- تلاقي عددكوا ماجابش خمسة
ستة فقولتوا بلاش منها احسن. " ضحك كل الفصل
".
هذا كان هو الحوار الدائر
بين المُدرس "الإخواني" وأحد الطلبة في فصلي، بعد أن فوجئ الفصل كله بما
فيهم انا بمجئ هذا الأُستاذ إلى المدرسة بعد أن قال لنا في اليوم السابق أنه نازل
للتظاهر أمام الخونة العلمانيين الشيوعيين الحقدة على إنجازات الرئيس مُرسي
الإسلامي حافظ كتاب الله عز وحل -على حد تعبيره -.
في اليوم السابق -لهذا
الثلاثاء الذي أكتب عنه- كتب لنا على
سبورة الفصل مخطط لطريقة مذاكرة مادته .. قائلاً: عشان لو نزلت المظاهرة ومارجعتش
ولا حصل لي حاجة.
المهم
..
وقف المدرس في وسط الفصل
بعد ضحك الفصل كله على الحوار الذي ذكرته في البداية، قائلاً بصوت هادئ وقور:
- انا عايزكم يا اولاد
تشوفوا الفرق بين كُل إخواني - مُمسكاً بشعر لحيته مشيراً إلى وجهه - أو سلفي
ملتزم، وتشوفوا الفرق بينه وبين باقي الكلاب.
قُمت له ولم أجلس انا
وقليل من الطلاب .. كيف تقول هذا على خصومك السياسيين ؟ كيف تقول علينا كلاب ؟
إنها مهزلة.
تغاضى عن ما حدث المدرس وبدأ
في درسه .. وبعد عشر دقائق من بدء الشرح، رفعت له يدي:
- من فضلك عايز اقول كلمة
للفصل.
- ماحدش عايز يسمعك.
- لا عايزين يسمعوني.
- طيب اللي عايز يسمع علي
يرفع إيده يا اولاد.
" رفع كُل من بالفصل تقريباً يده "
فاتقنا على أن أُوجه
كلمتي للفصل عقب الانتهاء من شرح الدرس.
وانتهينا من الدرس ..
فقال - مُتهكماً مُهرجاً -: "ولإننا يا اولاد في فصل ديموقراطي ، اتفضل يا
علي اتكلم ".
وقفت للفصل:
(( الأُستاذ قال علينا
كلاب، احب اعرفكم انا كلب من الكلاب اللي بيتكلم عنهم، انا بس حبيت اقولكم قارنوا
بين كُل "كُلب" متمسك بقضيته وثورته وحق الشهداء اللي ماتوا عشانه
وعشانكم وعشاني .. وكل واحد بيجري ورا الكراسي والمناصب والسُلطة))
نظر برفق .. ثم وجه عيناه
ناحية الفصل كله، وقال:
" على فكرة يا اولاد ..
هُما اقل وأحقر من الكلاب كمان "!
علي هشام
الثلاثاء, 27 نوفمبر 2012