الخميس، 29 مارس 2012

عاش الملك



طلبت مني إحدى القنوات التابعة لمبنى ماسبيرو الظهور على شاشاتها كضيف في إحدى برامجها ، في البداية لم أُمانع ، وكنت أُفكر في أن أتخذ نفس موقف علاء عبد الفتاح عندما ظهر في برنامج على الفضائية المصرية و(عَمَل الواجب) الحقيقة .. لكن فور علمي بأنه سيكون (مُسجلاً) ،  أصبح المبدأ مرفوضاً من الأساس.
اتصلت بي مُذيعة البرنامج ، ودار حوارٌ بيني وبينها لمدة 30 دقيقة تقريباً ..
لم أتردد ولو للحظة واحدة في أن أًصارحها بمواقفي السياسية "التي أفتخر بها" .. ضد ماسبيرو على طول الخَط .. مؤمن بتورط ماسبيرو في قتل العديد والعديد من الشهداء .. يسقط يسقط حُكم العسكر .. محاسبة القتلة أولاً ..  يسقط كمال الجنزوري وحكومته -فاقدة الشرعية-.
بدأت كلامها تقنعني بأنها والكثير من زملائها  مضطرون للبقاء في هذه المؤسسة ، "أصل أكل العيش مُر .. وهانلاقي نأكل ولادنا منين .. وعندنا إلتزامات".. فقُلت لها أن المؤمن بفكرة لن يخذله الله أبداً ، لم أخرج كثيراً عن نطاق ما قاله "مارتن لوثر كينج" : " أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" وياليتهم كانوا على الحياد أصلاً.
صارحتني بأنها لن تمنعني من قول شئ في برنامجها .. لكنها ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالرقابة التي رُبما تحذف من كلامي .. (كما لو كنت سأظهر على شاشاتهم ببدلة رقص فاضحة .. وبرضه ماكانوش هايعملوا كدة !!)
فاختصرت لي كثيراً وقالت لي ((إحنا تليفيزيون الدولة .. يعني لازم "عاش الملك"))
قُلت لها أن الدولة هي الشعب .. وليست الدولة هي السٌلطة .. انتم تعملون للشعب وليس للسلطة.
من ناحيتها .. انتهى الحوار بأننا لن نتحدث في السياسة .. بينما انتهى الحوار من جانبي واتخذت قراري الفاصل وأنا (كُلي راحة).
لم تَكُن تلك هي المرة الأولى التي يحدث معي مثل هذا الموقف ، في يونيو الماضي ..
 طُلبت لعمل مُداخلة في إحدى البرامج الإذاعية .. ونُصِحت بعدم ذكر المجلس العسكري .. لكني –بفضل الله- خذلتهم.

الثورة لم تصل مبنى الإذاعة والتليفيزيون بَعد ...

مافيش عاش الرئيس .. ومش هانروح فطيس.Top of Form

علي هشام
29 مارس 2012

هناك 6 تعليقات:

  1. لما الملايكة تدخل بيت الكلب....الثورة هاتدخل ماسبيرو..الجزء الفاسد علاجة البتر

    ردحذف
  2. ال عاش الملك عاش
    مين ده الى يقدرر يقف فى وش جبل ثائر حر مثلنا
    احنا الشعب يعيش الشعب الى هيكمل ثورته الى دفع تثمنها دم احنا مكملين لنجيب حق الى مات ولو نعيشها بكرامه لنموت وتيجى الكرامه والعزه
    ويسقط يسقط الف مره حكم العسكر
    العسكر مش هيحكمنا تانى كان فيه وخلص

    ردحذف
  3. يا علي انا موظفة في ماسبيرو ... في ناس كتير جدا بتحاول تصحح الأوضاع و بتثور و في مظاهرات و اعتصامات ... جزء منها لتحسين اوضاع العاملين و جزء كبير ضد الفساد... لكننا في النهاية لا تصل أصواتنا خارج اسوار ماسبيرو ....فهو ترسانة مسلحة ... ثكنة عسكرية بحق ... الضباط و الجنود بقوا عشرة خلاص !!!! فعلا الثورة لم تصل بعد الينا و لن يتم تطهير المبنى الا من الأعلى بداية بالوزير الهمام و بقية فريق انس الفقي الذي مازال و بعد اكثر من عام على الثورة يسيطر على المبنى ... ولكن كلما اشتد الظلام ... اتيقن ان الفجر قريب ... و الثورة مستمرة و المجد للشهداء

    ردحذف
  4. الله غالب، عاش يا على :)

    ردحذف
  5. حلو حكاية إننا نروح نسَيح لهم ونعلم عليهم على الهوا دي، بس أنا بقى كنت محظوظة وعلمتها مع عوكاشة.. لا تتنازل عما تؤمن به، فخورة بجيلكم وياريتنا كنا زييكم، مكناش استنينا 30 سنة ... بس كان زمان أكل العيش مر، دلوقتي بقى أمّر :-)))

    ردحذف