الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

أين ميداني ؟!


أين ميداني ؟!
" عن جمعة 29 يوليو "
أين ميداني ؟؟!! .. لست الوحيد الذي دار في ذهنه هذا السؤال ، ولست الوحيد أيضاً الذي إكتشف غياب الضحكة و"النكتة" عن الميدان في هذه الجمعة التي سموها " وحدة الصف " ..
 تذكر حينما إخترقت الطائرات الحربية حاجز الصوت من فوقنا أثناء  الثمانة عشر يوماً قبل خلع المخلوع ، كنا نضحك وقتها ، ونغني " حسني إتجنن " لم نكن خائفين على الإطلاق ، رغم نقطة الرعب في قلب كل منا ، ولكنها كانت تُمحى بدفء كتف زميلك المتلاصق معك ، حينما يقول لك : " مصيرها تروق وتحلى يا صديقي " .. وكان هذا هو " ميدان تحريرنا " الذي لم أجده يوم 29 يوليو .
أنا آسف .. لن أقدر على التكلم في كل تفاصيل الجمعة الفائتة ، أولاً : خوفاً على مرارتي .. ثانياً " وهو الأهم " : لست واثقاً في سعة صدر حضراتكم لي عندما أكتب لكم عن " كل " سلبيات الجمعة .. ثالثاً : لا يمكن كتابة تحليل واف عن الجمعة في مقال .. فأنا أفضل عمل كتاب لها ، يكون عنوانه : " تعلم كيفية عمل مظاهرة ناجحة لشق الصف والقضاء على مطالب الثورة"
الرئيس السابق للجمعية الشرعية وقف في ميدان التحرير يجري حواراً مع قناة 25 .. وقال فيه : " علينا أن نتكاتف مع الجيش حتى ولو كان الجيش يريد شيئاً يخالف الإسلام والمسلمين ".. يا إلهي .. إنه يأمرنا بمخالفة الإسلام والمسلمين طاعةً للحاكم .. " أترك لكم التعليق " .. لأن تعليقي عليها يحتاج إلى كتاب آخر .. عنوانه " حسبنا الله ونعم الوكيل "
إذا كانت هذه هي جمعة " وحدة الصف " ، إذن .. كيف تكون جمعة " شق الصف " ؟؟
المعتصمون في الميدان لهم فضل كبير على كل " أعضاء حزب الكنبة " .. لولاهم ما كُنا لنشاهد القاتل حبيب العادلي في القفص مختبئاً وراء أعوانه القتلة خوفاً من تصوير أجهزة الإعلام له ...
 وبعد ذلك ، نجد كل من أعضاء حزب الكنبة يحمل كنبته وينزل ميدان التحرير .. ويقول " هذا ميداني  "  !!
خلاصة مقالي هذا .. إذا أردت تقييم الوضع السياسي في مصر الآن ... لا تقيمه وانت جالس على كنبة بيتك فوقك تكييف وأمامك تلفاز وشاشة عرض كبيرة تتابع الأخبار لحظة بلحظة  ، امامك أولادك ، وحرمك في المطبخ تحضر لكم العشاء ..
كُن مكان الشهداء .. طل على مصر من السماء .. أنظر على والدك وأمك وهم يتسحرون دموعاً في ليلة أول يوم رمضان .. أنظر على أصدقاءك وهم يلعبون في الدورة الرمضانية لأول مرة من غيرك .. أنظر على مكتبك في العمل المليء بالأتربة والذي لم يجلس عليه أحد من بعدك ولم يعتن به .. أنظر على زميلك السلفي  المبتسم دائماً الذي إستمات في المحاولة عندما كنت في الرمق الأخير لإنقاذك ، وهو الآن يقف في الميدان ليكفر ويطرد وينسب الميدان لنفسه .. طل على أولادك وانت لم تشتر لهم فانوس رمضان مثل كل عام ..
وقتها .. قيم الوضع السياسي في مصر  .

هناك 3 تعليقات:

  1. كلام جميل جدا جدا لم يكن هناك اى مظهرا للوحده ولا الالتفاف على المطالب والدفاع عن دماء الشهداء تم رفع شعارات ليس هذا وقتها فعلا كنا كثوار 25 يناير نسميها جمعله التفرقه لانها لم توحد اى صفوف واعتقد بالنسبه للسلفيين ولمن قال منهم فى التحرير الجيش خط احمر اقول لا يوجد خط احمر سوا مصر واشكرك اخى الكريم على كتاباتك الرائعه وفى تقدم مستمر ان شاء الله

    ردحذف
  2. مع احترامي ليك .. معظم الكلام اللي قولته مش مظبوط !
    صحيح هيا ما كانتش وحدة صف .. بس ده لإن "التانيين" مش عاجبهم حكم ربنا
    و الشعب ده مسلم يا علي و مش هايرضى بأي مبادئ تنافي حاكمية شرع ربنا على الكل
    و بعدين مطالبنا كانت برضو مطالب الثوره من تطهير و محاكمات و كده .. أنا شخصياً هتفت بالهتافات دي
    ده بالإضافه لإنها وصلت برضو رساله مهمه جداً للمجلس إن فيه قوى تانيه اسمها الإسلاميين المفروض تاخد رأيهم قبل ما تتخذ قرار مصيري زي كده
    و بناءاً عليه .. أنا شايفها جمعه إيجابيه جداً

    ردحذف
  3. مش عايز أقولك إنك رائع عشان متاخدش "قلم" فى نفسك، لكن الحقيقة أنت رائع

    ردحذف