الاثنين، 31 أكتوبر 2011

الـمـتـهـم !!



-         إسمك بالكامل .. سنك .. المهنة .. وما هي أقوالك فيما هو منسوب إليك من " تحريض ضد الجيش " و" سرقة سلاح " .
وأثناء انتظاره رد المتهم .. كان وكيل النيابة يقرأ ما على شاهد قبر ( المتهم ) ( الشهيد ) مينا دانيال  بصوت عالٍ ..
مينا دانيال .. وُلِد في 12 من يوليو 1991 .. استشهد في يوم 9 من شهر أُكتوبر 2011 .
يقول سيادته مخاطباً ( السكرتير - حمدي - ) حامل الدفتر البني كالح اللون ذو الأوراق ممزقة الأطراف ليدون فيه أقوال المتهم ..
-         اكتب يابني اللي على الرخامة اللي هناك دي  .. ولا أقوللك شيل (استشهد ) .. اكتبها (توفى في).
ثم أكمل متأففاً ..
-         وانت يا عم مينا .. مش هاتخلصنا بقى .. ما هي أقولك لما هو منسوب إليك من " تحريض ضد الجيش " و" سرقة سلاح " ... على فكرة يا مينا .. سكوتك ده مش في مصلحتك .. يابني انت متهم ، ويمكن يكون موقفك ضعيف .. اتكلم يا مينا .. سكوتك مش هايفيدك خالص ..
ساعة .. ساعتان .. ثلاث ساعات ..
ولم يدلِ المتهم بأقواله حتى الآن ، بعد أن شرب وكيل النيابة وسكيرتيره دستة أكواب شاي .. على حساب " التربي " طبعاً !!
-         باقوللك للمرة التانية - بصوت صاخب جداً -  .. سكوتك مش في مصلحتك .

س : هل لديك أقوال أُخرى ؟
انتظر قليلاً ، وهمس للسكرتير : اكتب يابني " لم يرد " . وأٌقفل المحضر في ساعته وتاريخه

وعلى باب المقابر .. وكيل النيابة : اقرا الفاتحة على روح المتوفي يا حمدي .. ده روح برضه .
( سأترككم تستكملون عبثكم هنا .. وأذهب أنا إلى جنتي .. "محمد – مينا" ليه الثورة جميلة وانت معايا) إمضاء : الشهيد مينا دانيال
علي هشام
31 أُكتوبر 2011

AliHishaam@Gmail.com


نُشرت في جريدة البديل يوم 1 نوفمبر 2011

هناك 4 تعليقات:

  1. طول عمرك رائع و مبدع و كالعادة ابكيتنا من كمية الهزل الديكتاتوري الذي نعيشة في تلك الايام

    ردحذف