الأربعاء، 6 فبراير 2013

الغرفة




-          أبلة .. أنا بردان !
" لم يرد أحد "
-          عمو .. أنا بردان !
"لم يرد أحد"
صمت الطفل، طأطأ رأسه ليرجع إلى ما كان عليه مع من حوله من زملائه الأطفال، يدين مُشبكتين موضوعتين فوق رأس مُتواجدة بين رُكبتين في وضع القُرفُصاء.

بعد دقائق:
" طفل آخر ": - أبلة .. عمو .. احنا بردانين.
"لم يرد أحد"

كان الوقت مُتأخرًا للغاية لكن هؤلاء الأطفال –الملجأ- لا يعرفون. هم لا يشعرون بأي تغيرات حولهم، فكُل أوقاتهم مثل بعضها، طوال اليوم هم في غرفة حالكة الظلمة، لا تدخلها الشمس أبداً. التغير الوحيد الذي كان يشعر به الأطفال هو البرودة والحرارة .. للأسف الشديد لم يقدر القائمون على هذا الملجأ حجب تأثير درجة الحرارة هي الأُخرى عن الأطفال.

الغرفة غارقة في سواد الليلة الدامس ولا يرى أحدهم إصبعه، ولا يرد عليهم أحد. شَكَّ أحد الأطفال من وجود غيرهم بالغرفة، فهمس لزميله:
-          ولا .. هو احنا هنا لوحدنا ؟؟
لم يُكملها وانهال عليه أحد المشرفين بالضرب، حتى أفقده الوعي تماماً. عاد الصمت مرة أُخرى للمكان.
لا يعرف أي من الأطفال مصير هذا الطفل فاقد الوعي، هل أخذه أحد المشرفين وقام بإنقاذه من الخطر ؟؟ أم أنهم تركوه فاقداً للوعي على الأرض في مكانه ؟؟
كُل من كان يُحاول تغيير موضعه، أو الوقوف، كان يُضرب حتى يفقد وعيه كسابقه. ثم يختفي.

ظل الوضع في تدهور..
وبعد أيام قليلة .. لم يعد بالغرفة أحد.

علي هشام
7 فبراير 2013

هناك 7 تعليقات:

  1. جميلة ... الظلم ظلمات فما بالانا بظلم وقهر اطفال .....الان يحدث فى معسكرات الامن المركزى مثل قصتك

    ردحذف
  2. لو يسمح لي الكاتب بإقتراح نهاية بديلة...
    ساد الهدوء طويلا... كان التفكير في مصير زميلهم يستغرقهم. و مع التفكير نما خوف، وكذلك نما غضب، وفي كل جولة كان يتصارع الخوف مع الغضب.
    نسي أحد الأطفال وتململ في مكانه، شعروا بالمشرف يتقدم نحوه، بدأ الهجوم وعلا صراخ الطفل. وفجأة دون تفكير قام الطفل الذي بجواره وصدم رأسه الصغير بما تصور أنه بطن المشرف، الذي هوى على الأرض من الصدمة، وفي لحظة، انقض كل الأطفال عليه، ضربوه بأيديهم واقدامهم الصغيرة حتى فقد الوعي...

    ردحذف
    الردود
    1. فكرتك بديعة يا أستاذ أحمد حسب الله ولغتك رصينة ، لكن الفارق بين النهايتين هو الفارق بين الأمل واليأس ، وكلاهما - في الأدب - مشروع بل ومطلوب أيضاً ، لكن الذاق مختلف ، وتلك هي المتعة العبقرية التي تنعم بها وأنت تقرأ إبداعاً جديداً لهذا اللأديب أو ذاك ....
      هشــــــــام عبد الحميـــــــــد

      حذف
  3. للأسف ، الوضع في الملاجئ المصرية ، أو حتي في الملاجئ عامةً في الدول العربية مُخزي للغاية ، ربنا يتولانا ويتولاهم برحمته !

    - الحمد لله رب العالمين علي نعمك التي لا تُحصي :)

    عاش يا علي ! :)

    ردحذف
  4. تحس بطعم الظلم .استمر

    ردحذف
  5. التعبير عن الحالة وصل وده أهم حاجه في قصة قصيرة بس عندي ملاحظة واحدة:
    المفردات مش بتاعة دلوقتي يا علي يعني خللي الكلام خفيف والحالة هتوصل لشريحة أكبر
    الحياة حركة وطول ما في حركة في النص يبقا النص ده بينبض بالحياة - شكرا يا علي على المتعه الصغيرة دي في عالم إبن و***

    ردحذف