وقفة ..!!
سمعت من شباب حركة 6 أبريل ، ومعاً سنغير ، عن جمعة الغضب وهي الموافقة 26 نوفمبر ، تحت عنوان " شارك وأعمل إزعاج " ، في الحقيقة عجبتني الفكرة ، دون أن أعرف عنها أي تفاصيل أو معالم ، لكنني عزمت المشاركة.
كانت وسائل الغضب المقترحة كالأتي :
وقوف مجموعة في وسط شارع _ على شرط أن يكون شارعاً واسعاً ، مشهوراً ومزدحماً _ والتصفير بالصفارات ..
فوقفت بصفارة حمراء وبها خطين صفر في وسط شارع ، وبدأت في التصفير دون انقطاع ، بصراحة كنت محرجاً جداً .. لدرجة انهم اعتقدوا انني " أهبل " لكنني قلت في نفسي _ لا لا يا علي .. مصر أمانة في رقبتك _ وأكملت تصفير بشدة وفجأة … أرى رجل من بالكونة بيت قديم جدا .. يرتدي فانلة بيضاء "بحمالات " ، ذراعه الواحد يفصل أربعة مني ، يشبه درفة الدوالاب .. قائلاً :
- جرى ايه ياض انت ، زن .. زن .. زن ، قرفتونا بقى .. العيال عايزين يذاكروا
قلت بصوط هادئ :
- ايه يا أستاذ .. دي حملة أنا غضبان يا مصر ، ماتنزل تصفر معايا !!
ثم سمعت صوتاً غريب جدا _ ععععععع _ لا أعرف من أين أصدر هذا الصوت .. ثم قال :
- مصر مين دي اللي أصفر عشانها يا ابن الـ ……… .
ولا أتذكر بعد ذلك ماذا حدث .. سوى أن جسمي مافهوش حتة سليمة .
التخبيط بالحلل .. _ في وسط شارع _ به نفس الشروط
أتيت بكل حلل البيت المعدنية المتعرجة ، ووقفت في _ شارع أخر _ وبدأت في التخبيط ، والترزيع ، وفش غلي .. لغاية ما دماغي صدعت ويدي توقفت عن العمل .. ومن بيت قديم جدا .. شاهدت امرأة تطل علي من شباكها في الدور الأرضي .. قائلاً :
- هي هي أنا بعمل ملوخية يا أخويا ماتيجي تشهقلي فيها .
قلت مرتجفاً :
- لا يا طنط .. أشهقلك ايه بس .. أنا من حملة غير واتغير .
- طب تعالى أغيرلك ؟؟
- أغيرلك ؟؟ .. أغيرلك ايه بس يا طنط النهاردة يوم الغضب
وبصوت يهد الجبال قالت :
- أنت هتقرفنا ليه .. أنت ايه اللي جابك لينا الساعة دي ؟؟
وأكملت بصوت يهد البلد :
- يالاهوي .. عايزين تهدولنا بيوتنا .
- طب أ…
- تهدولنا بيوتنا.. الله يخربيوتكم زي ما هتخربو بيوتنا .
أيضاً .. ولا أتذكر بعد ذلك ماذا حدث .. سوى أن جسمي مافهوش حتة سليمة (( برضه )).
الوقوف في وسط شارع ، بملابس سوداء ، ورفع علم مصر .
وفعلاً .. حمستني الفكرة ، _ ولا فيه شهقة ولا درفة _
وقفت في نصف الشارع ، لمدة نصف ساعة ، فلم أجد أي اهتمام .
فرفعت علم مصر لفوق ومددت يدي .. فوجدت من يأتي ويضع ربع جنيه مخروم في يدي .. ومن يقول .. الله يسهلك يا بني .
فأجري وراء كل منهم وأقول ..
- لا لا حضرتك فهمتني أنا غلط .. أصل الموضوع ..
وأبدأ في حكاية القصة لكل منهم .
فيهز رأسه .. قائلاً :
- ما قولنالك .. الله يسهلك يا بني
علي هشام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق