الأحد، 20 فبراير 2011

وقفة..!!


 وقفة ..!!
سمعت من شباب حركة 6 أبريل ، ومعاً سنغير ، عن جمعة الغضب وهي الموافقة 26 نوفمبر ، تحت عنوان " شارك وأعمل إزعاج " ، في الحقيقة عجبتني الفكرة ، دون أن أعرف عنها أي تفاصيل أو معالم ، لكنني عزمت المشاركة.
كانت وسائل الغضب المقترحة كالأتي :
وقوف مجموعة في وسط شارع _ على شرط أن يكون شارعاً واسعاً ، مشهوراً ومزدحماً _ والتصفير بالصفارات ..
فوقفت بصفارة حمراء وبها خطين صفر في وسط شارع ، وبدأت في التصفير دون انقطاع ، بصراحة كنت محرجاً جداً .. لدرجة انهم اعتقدوا انني  " أهبل "  لكنني قلت في نفسي _ لا لا يا علي .. مصر أمانة في رقبتك _ وأكملت تصفير  بشدة  وفجأة … أرى رجل من بالكونة بيت قديم جدا ..  يرتدي فانلة بيضاء  "بحمالات " ، ذراعه الواحد يفصل أربعة مني ،                                                                    يشبه درفة الدوالاب .. قائلاً :
-         جرى ايه ياض انت ، زن .. زن .. زن  ،  قرفتونا بقى .. العيال عايزين يذاكروا
قلت بصوط هادئ :
-         ايه يا أستاذ .. دي حملة أنا غضبان يا مصر ، ماتنزل تصفر معايا  !!
ثم سمعت صوتاً غريب جدا _ ععععععع _ لا أعرف من أين أصدر هذا الصوت  .. ثم قال :
-         مصر مين دي اللي أصفر عشانها  يا ابن الـ ………  .
   ولا أتذكر بعد ذلك ماذا حدث .. سوى أن جسمي مافهوش حتة سليمة .
   
 التخبيط بالحلل ..  _ في وسط شارع   _ به نفس الشروط
أتيت بكل حلل البيت المعدنية المتعرجة ، ووقفت في _ شارع أخر _ وبدأت في التخبيط ، والترزيع ، وفش غلي .. لغاية ما  دماغي صدعت ويدي توقفت عن العمل .. ومن بيت قديم جدا .. شاهدت امرأة تطل علي من شباكها في الدور الأرضي .. قائلاً :
-         هي هي أنا بعمل ملوخية  يا أخويا ماتيجي تشهقلي فيها .
قلت مرتجفاً :
-         لا يا طنط .. أشهقلك ايه بس .. أنا من حملة غير واتغير .
-         طب تعالى أغيرلك ؟؟
-         أغيرلك ؟؟ .. أغيرلك ايه بس يا طنط النهاردة يوم الغضب
وبصوت يهد  الجبال قالت :
-         أنت هتقرفنا ليه .. أنت ايه اللي جابك لينا الساعة دي ؟؟
وأكملت بصوت يهد البلد :
-         يالاهوي .. عايزين تهدولنا بيوتنا .
-         طب أ…
-         تهدولنا بيوتنا.. الله يخربيوتكم زي ما هتخربو بيوتنا .
أيضاً .. ولا أتذكر بعد ذلك ماذا حدث .. سوى أن جسمي مافهوش حتة سليمة  (( برضه )).
الوقوف في وسط شارع ، بملابس سوداء ، ورفع علم مصر .
وفعلاً .. حمستني الفكرة ، _ ولا فيه شهقة ولا درفة _
وقفت في نصف الشارع ، لمدة نصف ساعة ، فلم أجد أي اهتمام .
فرفعت علم مصر لفوق ومددت يدي ..  فوجدت من يأتي ويضع ربع جنيه مخروم في يدي .. ومن يقول .. الله يسهلك يا بني .
فأجري وراء كل منهم وأقول  ..
-         لا لا حضرتك فهمتني أنا غلط .. أصل الموضوع ..
وأبدأ في حكاية القصة لكل منهم .
 فيهز رأسه .. قائلاً :
-         ما قولنالك .. الله يسهلك يا بني

علي هشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق